هل يجوز جمع الصلوات وقصرها في السفر؟

يجيب عن السؤال الشيخ الدكتور باسم حسين عيتاني

السؤال

هل يجوز جمع الصلوات وقصرها في السفر؟

الجواب

ذهب الأئمة الحنفية إلى عدم جواز الجمع في السفر بأن يصلي الظهر مع العصر في وقت الظهر أو في وقت العصر، وبأن يصلي المغرب مع العشاء في وقت المغرب أو في وقت العشاء. واستدلوا بقوله تعالى : ﴿حَافظُوا على الصَّلَوَات﴾ [البقرة: ٨٣٢] أَي: أدوها فِي أوقاتها، وبقوله: ﴿إن الصَّلَاة كَانَت على الْمُؤمنِينَ كتابا موقوتا﴾ [النساء: ٣٠١]  أَي: فرضاً موقوتاً، وكل فرض من الفجروالظهروالعصروالمغرب والعشاء له وقت معلوم ابتداء ومعلوم انتهاء.

وأجاز الحنفية جمع الصلاة فقط في الحج (ضمن شروط) في عرفة جمع تقديم بأن يصلي الحاج المسافر الظهر والعصر في وقت الظهر، وفي مزدلفة جمع تأخير بأن يصلي الحاج المغرب والعشاء في وقت العشاء، وهذا الجمع مما أجمع العلماء على جوازه.

وأما الأحاديث التي وردت أن رسول الله جمع بين الظهر والعصر وجمع بين المغرب والعشاء في السفر أوفي الحضر، فقد حملها الحنفية على الجمع الصُّوْري بمعنى أن يصلي الظهر في آخر وقته ويصلي العصر في أوله، كما يصلي المغرب في آخر وقته ويصلي العشاء في أول وقته حتى يتم التوفيق بين النصوص من الكتاب والسنة.

أخي السائل أما بالنسبة إلى قصر الصلاة في السفرالمعتبر، فالحنفية يثبتون أن القصرفي الصلاة فرض متعين على المسافرفي الظهر والعصروالعشاء، أما الفجر والمغرب لا قصر فيهما.

فنظرت الشريعة الإسلامية إلى أن الغالب في السفرلايخلوعن المشقة، فسنًّت تشريعاً مخففاً في الصلاة وهو قصر الصلاة، وما خالف في ذلك فقيه مجتهد.

واستدل الحنفية على فرض القصر بقول السيدة عائشة رضي الله عنها: ( فَرَضَ اللَّهُ الصَّلَاةَ حِينَ فَرَضَهَا، رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، في الحَضَرِ والسَّفَرِ، فَأُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ، وزِيدَ في صَلَاةِ الحَضَرِ.) رواه البخاري.

وقصرالصلاة في السفرنعمة تشريعية تخفيفية وتيسيررباني في الفروض الشرعية لتجاوز مشقة السفر، فكل تشريع من الله تتجلى فيه حكمته يقول الله تعالى: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْر﴾ [البقرة:185]

والحمد لله أولاً وآخراً

[الشيخ] الدكتور باسم عيتاني

الشيخ الدكتور باسم عيتاني هو الشيخ الدكتور باسم حسين عيتاني من مواليد بيروت – لبنان عام 1965    

حاصل على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية عام 2005

من مشايخه: الشيخ محمد طه سكر والشيخ أديب الكلاس والشيخ ملا عبد العليم الزنكي والشيخ عبد الرحمن الشاغوري والشيخ عبد الرزاق الحلبي والشيخ د. مصطفى ديب البغا والشيخ د. وهبي الزحيلي ود. محمد الزحيلي وغيرهم رحمهم الله جميعا.

 لديه العديد من الخبرات والتخصصات العلمية و الإدارية، وقد شغل مناصب علمية وإدارية في العديد من الجهات والمؤسسات العلمية والثقافية والإسلامية الحكومية وغير الحكومية في لبنان وخارجه من ذلك

 SeekersGuidance – عضو في اللجنة العلمية في مؤسسة

 التعليم المفتوح عبر الإنترنت حتى الآن

– عميد كلية الدعوة الجامعية للدراسات الإسلامية – الدراسات العليا عام 2021-2020

مدير دار إقرأ للعلوم الإسلامية 1998- 2018

مدرس للعديد من المواد و المناهج العلمية في الفقه و الأصول و العقيدة و التفسير .. ومناقش و مشرف على العديد من الرسائل

والاطاريح العلمية في الماجستير والدكتوراه في العديد من الجامعات و الكليات في لبنان له مؤلفات وأبحاث  في مجال العلوم الإسلامية

أقوال الإمام زفر المعتمدة في المذهب الحنفي – الاجتهاد الجماعي سمو فكري في القرن 21 – العرف وأثره في الفقه الإسلامي 

المشاركة في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية داخل لبنان وخارجه