هل يجب التصريح بالذنوب الماضية التي قد تؤثر على الشريك؟ وكيف التعامل مع الأسئلة عنها؟
يجيب عن السؤال الشيخ محمد فايز عوض
السؤال
هل يجب التصريح بالذنوب الماضية التي قد تؤثر على الشريك؟ وكيف التعامل مع الأسئلة عنها؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
قد بين النبي صلى الله عليه وسلم مقومات اختيار الزوجة، فقال:
“تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ” [رواه البخاري (5090) ومسلم (1466)].
عدم وجوب التصريح بالذنوب الماضية
الأصل أن الإنسان إذا ارتكب معصية ثم تاب منها توبة نصوحًا، فلا يجب عليه أن يصرح بها أو يفضح نفسه، سواء أمام الشريك المحتمل أو غيره. بل الواجب عليه هو ستر ذنبه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
“كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ” [رواه البخاري (6069) ومسلم (2990)].
وقال ابن بطال رحمه الله:
“في الجهر بالمعصية استخفاف بحق الله، ورسوله، وبصالحي المؤمنين، وفيه ضرب من العناد لهم… وإذا ستره الله في الدنيا، فهو أكرم الأكرمين ولا يفضحه في الآخرة.”
وبما أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، فإن الذنوب الماضية لا تُؤثر على أهلية الشخص للزواج إذا استقام حاله.
كيف تتعامل مع الأسئلة عن الذنوب الماضية؟
الإجابة بحكمة وتجنب التصريح:
إذا طُرحت أسئلة عن الماضي، ينبغي الإجابة بطريقة حكيمة، دون التصريح بالذنوب. يمكن التركيز على التوبة والاستقامة الحالية بدلًا من التطرق إلى تفاصيل الذنوب.
- توجيه الشريك المحتمل إلى ما يعنيه:يجب تذكير السائل بأدب الإسلام، مثل قوله صلى الله عليه وسلم:“مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ” [رواه الترمذي (2317)].
- النصيحة عن آداب التوبة:يمكن تذكير الشريك المحتمل بأن الله يقبل التوبة، وأن المغفرة تعني بداية جديدة.
متى يمكن التصريح؟
قد يكون التصريح في حالات محددة، إذا ترتب عليه مصلحة شرعية، مثل طلب المشورة من عالم دين أو شخص ذي حكمة لإصلاح علاقة أو استفسار عن حكم معين. كما في قصة الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسًا وسعى للتوبة.
نسأل الله أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه، وأن يغفر لنا ذنوبنا، وييسر أمورنا.
والحمد لله رب العالمين.
المصادر:
- صحيح البخاري (5090) ومسلم (1466).
- صحيح البخاري (6069) ومسلم (2990).
- ابن بطال، شرح صحيح البخاري.
- سنن الترمذي (2317).
الشيخ محمد فايز عوض
هو الشيخ الدكتور محمد فايز عوض من مواليد دمشق – سوريا 1965
درس العلوم الشرعية في مساجد دمشق و معاهدها
خريج الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة عام 1985
حائز على شهادة الدكتوراة في الدراسات الإسلامية من لجامعة الإسلامية بهاولبور في باكستان.
له الخبرة الواسعة في وضع المناهج وتطوير التدريس للعديد من الدورات العلمية وإقامة دورات مكثفة.
درّس الفقه وأصوله وعلوم القرآن وتاريخ التشريع والفرائض وغيرها في عدة معاهد وجامعات مثل: معهد الفرقان للعلوم الشرعية، ومجمع الفتح الإسلامي في دمشق،
مدرس في جامعة السلطان محمد الفاتح الوقفية في اسطنول للعديد من المواد العربية و الشرعية
مدرس في عدد من المعاهد الشرعية في اسطنبول
عضو رابطة علماء الشام، عضو مؤسسة زيد بن ثابت الأهلية، عضو رابطة العلماء السوريين، عضو المجلس العلمي لمركز الإيمان لتعليم السنة والقرآن..
من مشايخه الذين قرأ عليهم:
والده الشيخ محمد محيي الدين عوض، والشيح محي الدين الكردي، والشيخ محمد كريّم راجح، والشيخ أسامة الرفاعي، والشيخ أيمن سويد، و الشيخ أحمد القلاش ، و الشيخ محمد عوامة ، والشيخ ممدوح جنيد.