ما هي مراتب التوبة؟
يجيب عن السؤال الشيخ الدكتور باسم عيتاني
السؤال
ما هي مراتب التوبة؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وأجمعين؛
مراتب التوبة
مراتب التوبة تعود إلى تقسيم التائبين وطبقاتهم، فهناك أربعة طبقات:
توبة النفس المطمئنة
الطبقة الأولى : توبة “النفس المطمئنة ” التي ترجع إلى ربها راضية مرضية، وهي أن يتوب العاصي، ويستقيم على التوبة إلى آخر عمره، فيتدارك ما فرط من أمره، ولا يحدث نفسه بالعود إلى ذنوبه إلا الزلات التي لا ينفك البشر عنها في العادات. فهذا هو الاستقامة على التوبة. قال الله تعالى: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ۞ ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً) [ الفجر:27، 28]
توبة النفس اللوامة
الطبقة الثانية : توبة ” النفس اللوامة ” التي تلوم نفسها، وهي أن التائب سلك طريق الاستقامة في أمهات الطاعات، وترك كبائر الفواحش كلها إلا أنه ليس ينفك عن ذنوب تعتريه لا عن عمد، ولكن يبتلى بها في مجاري أحواله من غير أن يقدم عزما على الإقدام عليها، ولكنه كلما أقدم عليها لام نفسه، وندم وتأسف وجدد عزمه على أن يتشمر للاحتراز من أسبابها التي تعرضه لها، وهي أغلب أحوال التائبين. قال الله تعالى: (وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ) [القيامة:2] وورد عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ”كلُّ بني آدمَ خطَّاءٌ ، و خيرُ الخطائين التوابونَ.“ [سنن الترمذي]
توبة النفس المسولة
الطبقة الثالثة : توبة ” النفس المسولة” وهي أن يتوب المسلم ويستمر على الاستقامة مدة ثم تغلبه الشهوة في بعض الذنوب، فيقدم عليها عن قصد لعجزه عن قهر الشهوة إلا أنه مع ذلك مواظب على الطاعات، وتارك جملة من الذنوب، وهو يود لو كفي شرها في حال قضاء الشهوة، وعند الفراغ يتندم ويقول: ليتني لم أفعله، وسأتوب عنه، وأجاهد نفسي في قهرها. قال الله – تعالى – فيهم : (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا) [التوبة :102]
توبة النفس الأمارة بالسوء
الطبقة الرابعة : توبة “النفس الأمارة بالسوء” وهي أن يتوب المسلم ويجري مدة على الاستقامة، ثم يعود إلى مقارفة الذنب من غير أن يحدث نفسه بالتوبة، ومن غير أن يتأسف على فعله، بل ينهمك انهماك الغافل في اتباع شهواته، فهذا من جملة المُصرِّين. قال الله تعالى: (إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي) [يوسف:53; ينظر: إحياء علوم الدين]
التوبة يحتاج إليها كلٌ من العارف بالله تعالى والسالك لأنها رجوع حقيقي إلى الله تعالى، وكلما الإنسان عرف ربه كلما كان أكثر توبة، فالعارفون أكثر توبة، فهم توابون رجاعون إلى الله تعالى.
جعلنا الله وإياكم من التوابين، والله ولي التوفيق.
الشيخ الدكتور باسم عيتاني
هو الشيخ الدكتور باسم حسين عيتاني من مواليد بيروت – لبنان عام 1965
حاصل على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية عام 2005
من مشايخه: الشيخ محمد طه سكر والشيخ أديب الكلاس والشيخ ملا عبد العليم الزنكي والشيخ عبد الرحمن الشاغوري والشيخ عبد الرزاق الحلبي والشيخ د. مصطفى ديب البغا والشيخ د. وهبي الزحيلي ود. محمد الزحيلي وغيرهم رحمهم الله جميعا.
لديه العديد من الخبرات والتخصصات العلمية و الإدارية، وقد شغل مناصب علمية وإدارية في العديد من الجهات والمؤسسات العلمية والثقافية والإسلامية الحكومية وغير الحكومية في لبنان وخارجه من ذلك
Seekers Guidance – عضو في اللجنة العلمية في مؤسسة
التعليم المفتوح عبر الإنترنت حتى الآن
– عميد كلية الدعوة الجامعية للدراسات الإسلامية – الدراسات العليا عام 2021-2020
مدير دار إقرأ للعلوم الإسلامية 1998- 2018
مدرس للعديد من المواد و المناهج العلمية في الفقه و الأصول و العقيدة و التفسير .. ومناقش و مشرف على العديد من الرسائل
والاطاريح العلمية في الماجستير والدكتوراه في العديد من الجامعات و الكليات في لبنان له مؤلفات وأبحاث في مجال العلوم الإسلامية
أقوال الإمام زفر المعتمدة في المذهب الحنفي – الاجتهاد الجماعي سمو فكري في القرن 21 – العرف وأثره في الفقه الإسلامي
المشاركة في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية داخل لبنان وخارجه
اللغات : العربية: ممتاز الفرنسية: جيد الإنكليزية: وسط