ما هي ضوابط تدبر القرآن؟

 يجيب عن السؤال الشيخ  الشيخ عبد الرحمن الخرسة

السؤال

ما هي ضوابط تدبر القرآن؟

الجواب

الحمد لله

تدبُّر القرآن الكريم والتفكر فيه والغوص في معانيه أمر مطلوب شرعاً، قال الله تعالى : {أفلا يتدبرون القرآن}[سورة النساء: 82]، وقال تعالى : {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب}[ سورة ص: 29]، ولكن هذا التدبر ليس هكذا حسب ما يراه الشخص أو يفهمه بل للتدبُّر ضوابط وقواعد شرعية كي يكون صحيحاً مقبولاً منها:

أولاً ـ تعلُّم لغة العرب وفهم معاني كلامهم وطرقهم في التعبير وأساليبهم في البيان؛ فإن القرآن الكريم عربيٌّ نزل بلغة العرب قال الله تعالى : {إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون}[سورة يوسف: 2] فمن لا يعرف الحذف والإيجاز والإطناب والتشبيه والاستعارة وغيرها لا يستطيع تدبر القرآن ولا فهم معانيه.

ثانياً ـ دراسة سيرة النبي ومعرفة أخلاقه وشمائله؛ فإن النبي فسَّر القرآن العظيم بأقواله وأقامه بعمله وأخلاقه قال الله تعالى : {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا}[سورة الأحزاب: 21]، وعندما سُئلت السيدة عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله؟ قالت: {كان خلقه القرآن}(1).

ثالثاً ـ معرفة أسباب النزول ومناسبة الآيات فإن القرآن الكريم نزل منجَّماً حسب الوقائع والأحداث، فجاء بعضه إجابة عن سؤال أو ردًّا لشبهة قال الله تعالى: {ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا}[ سورة الفرقان: 33] فمعرفة تلك الوقائع والأحداث تساعد كثيراً في فهم القرآن وتدبُّره.

رابعاً ـ الإكثار من النظر في كتب التفاسير والاطلاع على ما نقل عن أهل العلم السابقين في فهمهم لنصوص الكتاب العزيز وتدبر آياته؛ فإن الله تعالى يختصُّ أناساً من خلقه يفهمهم كلامه ويطلعهم على شيء من مراده قال الله تعالى : {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم}[سورة العنكبوت: 49].

جعلنا الله وإياكم من المتدبِّرين لكلامه المتلذذين بسماعه العاملين بأحكامه إنه وليُّ ذلك والقادر عليه
(1)
صحيح مسلم.