ما هي الوسائل التي تساعد على تجنب الحسد والغيرة؟

يجيب عن السؤال الشيخ الدكتور محمد أبو بكر باذيب

السؤال

ما هي الوسائل التي تساعد على تجنب الحسد والغيرة؟

الجواب

الحمدلله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد؛

تخلص قلب من شوائب الذنوب

فإن المسلم عليه أن يسعى جاهداً لتخليص قلبه من شوائب الذنوب، والحسد، كما يقول الإمام الغزالي، من نتائج الحقد، والحقد من نتائج الغضب. فهو فرع فرعه، والغضب أصل أصله [الغزالي، إحياء علوم الدين: 3/ 186]. وقد ذم الله تعالى الحاسدين في قوله تعالى: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) [النساء: 54]. وورد في ذم الحسد خاصة أخبار كثيرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، منها حديث: (لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا ولا تحاسدوا). [صحيح البخاري، حديث رقم 6065؛ صحيح مسلم، حديث رقم 2559]

وحديث: (الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب). [سنن ابن ماجه]

علاج الحسد

أما علاج الحسد، فقد وصف دواءه حجة الإسلام الغزالي رحمه الله في قوله: “العلمُ النافع لمرض الحسد، هو أن تعرف تحقيقاً أن الحسد ضرر عليك في الدنيا والدين، وأنه لا ضرر فيه على المحسود في الدنيا والدين، بل ينتفع به فيهما. ومهما عرفت هذا عن بصيرة، ولم تكن عدو نفسك، وصديق عدوك؛ فارقْتَ الحسد لا محالة.

– أما كونه ضرراً عليك في الدين فهو أنك بالحسد سخطت قضاء الله تعالى وكرهت نعمته التي قسمها بين عباده وعدله الذي أقامه في ملكه بخفي حكمته فاستنكرت ذلك، واستبشعته، وهذه جنايةٌ على حدقة التوحيد، وقذى في عين الإيمان وناهيك بهما جناية على الدين.“ [إحياء علوم الدين: 3/ 196]

فمن خاف الله واتقاه، وعرف مقدار نعم الله عليه، وأيقن بقلبه أن يضر نفسه بحسد الآخرين، فإنه سقلع عن الحسد، وينكف عنه، ويلوم نفسه على تتبع شئون الآخرين وقعودها عن العمل والجد

مثلهم، نعوذ بالله من دخائل النفوس، ومن حسد الناس فيما رزقهم الله، اللهم قنعنا بما رزقتنا، والحمدلله رب العالمين.

الشيخ الدكتور محمد أبو بكر باذيب

هو الشيخ الدكتور محمد أبو بكر باذيب عالم إسلامي من علماء اليمن، مواليد شبام – حضرموت 1976م

نال الشيخ الإجازة في الشريعة من جامعة الأحقاف، والماجستير من جامعة بيروت الإسلامية، والدكتوراه في أصول الدين من جامعة عليكرة الإسلامية .(AMU)

تتلمذ على أكابر العلماء: كالشيخ الحبيب أحمد مشهور الحداد، والشيخ فضل بافضل، والحبيب سالم الشاطري، والحبيب علي مشهور بن حفيظ، وغيرهم…

كان مديرَ المطبوعات في دار الفقيه، ونائبَ مدير العلاقات الثقافية بجامعة الأحقاف سابقاً، ومساعدَ شؤون الموظفين في شركة عطية للحديد سابقاً، وباحثاً في مركز السنة التابع لمؤسسة دلة البرك، وباحثاً في مؤسسة الفرقان فرع موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنور

وهو الآن باحث في مؤسسة الفرقان فرع موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة، ويقوم بالتدريس التقليدي بطريقة الإجازة في دار الفقهاء تركيا، ويشرف على القسم العربي بمعهد نور الهدى العالمي (seekersguidance)، وعضو أمناء دار المخطوطات بإستانبول

من مؤلفاته: جهود فقهاء حضرموت في خدمة المذهب الشافعي، وإسهامات علماء حضرموت في نشر الإسلام وعلومه في الهند، وحدائق النعيم في الفقه الشافعي،  بالإضافة إلى تحقيق عدد من الكتب الفقهية والتاريخية وفي فن التراجم والأثبات (الأسانيد)