ما هي الطريقة المثلى للاستفادة من الأوقات المباركة في شهر رمضان؟
يجيب عن السؤال الشيخ عبد السميع ياقتي
السؤال
ما هي الطريقة المثلى للاستفادة من الأوقات المباركة في شهر رمضان؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد المرسلين و على آله و صحبه أجمعين، و بعد:
لا بد لتحقيق أكبر قدر من الأجر و الثواب و الاستفادة من الأوقات المباركة في هذه الشهر العظيم من اتباع الخطوات التالية:
أهمية الأيام و الساعات
استشعار أهمية تلك الأيام و الساعات بل الدقائق و اللحظات و استثمارها و شغلها بما ينفع، و البعد عن الملهيات بكل أنواعها و اجتناب ما يفسد حقيقة الصيام و يُذهب أجره و ثوابه
و الأحاديث في ذلك كثيرة وسأذكر منها هذا الحديث الجامع لكثير من الفضائل و المعاني التي ذكرناها و التي سنذكرها.
– فعن أَبي هريرة – رضي الله عنه – قَالَ: قَالَ رسول الله – صلى الله عليه وسلم: «قَالَ اللهُ – عز وجل: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَاّ الصِّيَام، فَإنَّهُ لِي وَأنَا أجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، فَإذَا كَانَ يَومُ صَوْمِ أحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ، فإنْ سَابَّهُ أحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إنِّي صَائِمٌ. وَالذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ. لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إِذَا أفْطَرَ فَرِحَ بفطره، وَإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ». [صحيح البخاري : رقم (1894); صحيح مسلم : رقم (1151)]
وفي رواية لمسلم: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يضاعَفُ، الحسنةُ بِعَشْرِ أمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِئَةِ ضِعْفٍ. قَالَ الله تَعَالَى: إِلَاّ الصَّوْمَ فَإنَّهُ لِي وَأنَا أجْزِي بِهِ؛ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أجْلِي. للصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ. وَلَخُلُوفُ فِيهِ أطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ».
التعرف على أفضل الأعمال
التعرف على أفضل الأعمال التي يمكن أن تُفعل في رمضان و الحرص عليها أولاً، و خاصة تلك التي لا تكون في غيره، كالسحور و سننه، و الإفطار و آدابه، و صلاة التراويح و الاعتكاف في العشر الأواخر منه وغير ذلك
الحرص على تنظيم الوقت
الحرص على تنظيم الوقت ووضع برنامج معتدل للقيام بالعبادات و الأعمال و الدراسة وغيرها
الاطلاع على سير الصالحين
الاطلاع على سير الصالحين و أحوالهم في رمضان، من حيث إقبالهم على العبادة و التفرغ لها، و الإكثار من ختمات القرآن الكريم و إفطار الصائمين و غير ذلك الكثير من الأعمال
المشاركة و الاجتماع على العبادات والطاعات والمنافسة
المشاركة و الاجتماع على العبادات والطاعات والمنافسة فيها، و الحثّ عليها : كاجتماع الأسرة على قراءة القرآن الكريم أو المنافسة فيمن يختم أكثر خلال الشهر و هكذا باقي العبادات و الأعمال
– فعن عائشة رضي الله عنها، أنَّها قَالَتْ: كَانَ رَسُول الله – صلى الله عليه وسلم – إِذَا دَخَلَ العَشْرُ أَحْيَا اللَّيلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ المِئْزَر. [صحيح البخاري : رقم (2024); صحيح مسلم : رقم (1174)]
فمراعاة هذه الأمور و هذه الخطوات يكفل -بإذن الله- الاستفادة المثلى لأوقات هذا الشهر المبارك كما جاءت به النصوص الشرعية الكثيرة والتي ذكنا بعضها أعلاه و الله أعلم
الشيخ عبد السميع ياقتي
الشيخ عبد السميع ياقتي عالم إسلامي من علماء سورية، مواليد حلب 1977م
نال الإجازة في الشريعة من كلية الشريعة جامعة دمشق، ودبلوم التأهيل التربوي من كلية التربية جامعة حلب، ودبلوم الشريعة والماجستير في الشريعة من كلية الشريعة والقانون جامعة أم درمان في السودان، وهو الآن بصدد إعداد أطروحة الدكتوراة في جامعة محمد الفاتح في إسطنبول
تتلمذ على أكابر العلماء: كالشيخ عبد الرحمن الشاغوري، والشيخ مصطفى التركماني، والشيخ الدكتور نور الدين عتر، رحمهم الله، والشيخ الدكتور محمود مصري، والعلامة الحبيب عمر بن سالم بن حفيظ و الشيخ عمر بن حسين الخطيب والشيخ محمد الأمين الشنقيطي وغيرهم من علماء الشام وحضرموت والإمارات.
عمل في مجال التدريس والتوجيه الثقافي في دار الأيتام وفي ثانويات حلب، وكان إماماً وخطيباً وقارئاً في مسجد الشيخ زايد في أبو ظبي، ومدرباً معتمداً للخطباء في برنامج تأهيل الخطباء في أبو ظبي
و يقوم بإعداد و تدريس برنامج تعليم الشباب في سيكرز عربية للعلوم الشرعية
للشيخ مؤلفات أهمها: إمام الحرمين الجويني بين علم الكلام وأصول الفقه، وبرنامج (رسول الله فينا) ﷺ