ما هو أول ما نزل من القرآن وما هو آخر ما نزل؟

يجيب عن السؤال الشيخ أنس الموسى 

السؤال

ما هو أول ما نزل من القرآن وما هو آخر ما نزل؟

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

أول ما نزل من القرآن هو:

قول الله تعالى: ﴿‌اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ *عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ [العلق: 1-5]

وقد ثبت هذا أيضاً في حديث السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها، حين ذكرت أول ما بُدئ به رسول الله من الوحي وفيه: ” فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فقال: اقرأ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَا أَنَا بِقَارِئٍ). قَالَ: (فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: اقْرَأْ، قُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي ‌فَغَطَّنِي ‌الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: اقْرَأْ، قُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الإِنْسَانَ من علق. اقرأ وربك الأكرم. الذي علم بالقلم}. الآيات إلى قوله: {علم الإنسان ما لم يعلم}). (1)

وأما آخر ما نزل من القرآن فهو:

قول الله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا ‌يَوْمًا ‌تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ [البقرة: 281]  وقد ثبت هذا بما رواه ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: ” ‌آخِرُ ‌شَيْءٍ ‌نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ} [البقرة: 281](2)
ويؤيده ما ورد عن ابن عباس أيضاً قال: ‌” آخِرُ ‌آيَةٍ نَزَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم آية الربا”. (3)  والمقصود به الآية المذكورة في تمام آيات الربا، فإن ختام آيات الربا هي قول الله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا ‌يَوْمًا ‌تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ [البقرة: 281] .

وأخيراً:

مما سبق نتبين أن ترتيب آيات القرآن وسوره، ليست على ترتيب النزول؛ فآخر ما نزل من القرآن موجود في الجزء الأول منه، وأول ما نزل في القرآن موجود في الجزء الأخير منه.

معرفة أول ما نزل وآخر ما نزل من القرآن يبيِّن لنا مدى العناية التي أحيط بها القرآن الكريم حتى عُرف فيه ‌أول ‌ما ‌نزل وآخر ما نزل منه.

وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


(1): صحيح البخاري (4670).
(2): سنن النسائي الكبرى (10991).
(3): صحيح البخاري (4270).
(4): مناهل العرفان للزرقاني (1/92)؛ علوم القرآن الكريم د. عتر ص35.

 

[الشيخ] أنس الموسى

الشيخ أنس الموسى هو الشيخ الحافظ الجامع أنس الموسى بن محمد بشير من مواليد سوريا – حماة 1974م

تخرج في المعهد الهندسي قسم الإنشاءات العامة بدمشق، وتخرج في جامعة الأزهر كلية أصول الدين تخصص الحديث النبوي.

قرأ على كبار علماء دمشق، منهم الشيخ عبد الرحمن الشاغوري والشيخ أديب الكلاس وغيرهم.

حفظ القرآن وأُجير به وبالقراءات العشر المتواترة،  على الشيخ بكري الطرابيشي والشيخ موفق عيون، كما وتخرج من مدرسة الحديث العراقية.

درس الكثير من المواد الشرعية في المعاهد الشرعية في سوريا وتركيا.

إمام وخطيب لمدة تزيد على 15 سنة.

مدرس للقرآن الكريم بمختلف قراءاته ورواياته.

حالياً يعمل كمدرس في مؤسسة سيكيرز، ومسؤول التوجيه الأكاديمي فيها.

أنهى مرحلة الماجستير في الحديث النبوي، وهو الآن يكمل في مرحلة الدكتوراه بنفس التخصص، متزوج ومقيم في إستانبول.