ما هو أثر العلم الشرعي في زيادة الإيمان؟
يجيب عن السؤال الشيخ الدكتور باسم عيتاني
السؤال
ما هو أثر العلم الشرعي في زيادة الإيمان؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين؛
السائل الكريم؛
العلم الشرعي له أثر كبير في زيادة الإيمان، لأن العلم الشرعي بالنية الخالصة سبب للتقرب إلى الله تعالى، وسبب لمعرفة الله تعالى ورسوله وشرعه، مما يؤدي إلى الخشية من الله، وازدياد في حبه تعالى، مما يزيد في إيمانه ويقينه، ويترجم ذلك في عمله الصالح المستمر.
ولذلك العلماء اتصفوا بخشية الله لأنهم عارفون عظمة الله تعالى في قلوبهم، فيزيدهم الله إيماناً على إيمانهم، فالخشية تقع عند ازدياد الإيمان، قال الله تعالى: ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) [فاطر:28]
فالعلم الشرعي يعطي بُعداً في فهم القرآن وتدبره وفهم السنة وتدبرها وفهم سيرة النبي – صلى الله عليه وسلم، والتعمق بالعلم الشرعي، وكل ذلك يؤدي إلى إيمان ثابت ويزيد شيئاً فشيئاً، قال الله تعالى: (وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) [سورة الحج:54] أي: وليعلم الذين أوتوا العلم النافع الذي يفرقون به بين الحق والباطل، المؤمنون بالله ورسوله، فهؤلاء تخضع قلوبهم لله تعالى وتذل، وهذه صفة تدل على زيادة إيمان أهل العلم، ويرشدهم في الدنيا إلى الحق واتِّباعه، وفي الآخرة الطريق الموصل إلى درجات الجنان. [ينظر: تفسير ابن كثير]
وقد أشارت نصوص كثيرة من القرآن والسنة وآثار عن الصحابة والتابعين وأقوال العلماء عن فضل العلم وما له من آثار نافعة على الحياة الدنيوية والأخروية، وما له أثر كبير على القلب وعلى السلوك، وكيف لايزيد إيمان طالب العلم الشرعي والعالِم!!! وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “مَن سلَكَ طريقًا يلتَمِسُ فيهِ علمًا ، سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طريقًا إلى الجنَّةِ، وإنَّ الملائِكَةَ لتَضعُ أجنحتَها لطالِبِ العلمِ رضًا بما يصنعُ، وإنَّ العالم ليستغفِرُ لَهُ مَن في السَّمواتِ ومن في الأرضِ ، حتَّى الحيتانِ في الماءِ ، وفضلَ العالمِ على العابدِ كفَضلِ القمرِ على سائرِ الكواكبِ ، وإنَّ العُلَماءَ ورثةُ الأنبياءِ إنَّ الأنبياءَ لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا إنَّما ورَّثوا العلمَ فمَن أخذَهُ أخذَ بحظٍّ وافرٍ” [سنن أبي داود]
أخي السائل من أوتي العلم الشرعي فقد أوتي خيراً كثيراً لا يعلمه إلا الله تعالى، وكلما ازداد العلم النافع للمرء كلما ازداد إيمانه وشعر ذلك، وزادت عبادته واستقام حاله وسلوكه، ويرى ثمرات ذلك في حياته بشكل واضح.
– تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، تحقيق سامي السلامة، دار طيبة للنشر، ط2، (1420هـ -1999م) 5/446
الشيخ الدكتور باسم عيتاني
هو الشيخ الدكتور باسم حسين عيتاني من مواليد بيروت – لبنان عام 196
حاصل على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية عام 2005
من مشايخه: الشيخ محمد طه سكر والشيخ أديب الكلاس والشيخ ملا عبد العليم الزنكي والشيخ عبد الرحمن الشاغوري والشيخ عبد الرزاق الحلبي والشيخ د. مصطفى ديب البغا والشيخ د. وهبي الزحيلي ود. محمد الزحيلي وغيرهم رحمهم الله جميعا.
لديه العديد من الخبرات والتخصصات العلمية و الإدارية، وقد شغل مناصب علمية وإدارية في العديد من الجهات والمؤسسات العلمية والثقافية والإسلامية الحكومية وغير الحكومية في لبنان وخارجه من ذلك
Seekers Guidance – عضو في اللجنة العلمية في مؤسسة
التعليم المفتوح عبر الإنترنت حتى الآن
– عميد كلية الدعوة الجامعية للدراسات الإسلامية – الدراسات العليا عام 2021-2020
مدير دار إقرأ للعلوم الإسلامية 1998- 2018
مدرس للعديد من المواد و المناهج العلمية في الفقه و الأصول و العقيدة و التفسير .. ومناقش و مشرف على العديد من الرسائل
والاطاريح العلمية في الماجستير والدكتوراه في العديد من الجامعات و الكليات في لبنان له مؤلفات وأبحاث في مجال العلوم الإسلامية
أقوال الإمام زفر المعتمدة في المذهب الحنفي – الاجتهاد الجماعي سمو فكري في القرن 21 – العرف وأثره في الفقه الإسلامي
المشاركة في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية داخل لبنان وخارجه
اللغات : العربية: ممتاز الفرنسية: جيد الإنكليزية: وسط