ما معنى أن يكون للإنسان حسن الخلق مع ربه جل جلاله؟

يجيب عن السؤال الشيخ أنس الموسى 

السؤال

ما معنى أن يكون للإنسان حسن الخلق مع ربه جل جلاله؟

الجواب

 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

إذا كان حسن الخلق مع الناس ممدوحاً محموداً فإن حسن الخلق مع الله تعالى من أوجب الواجبات، ويعني:

الرضا بأقدار الله تعالى المُفرحة والمؤلمة بانشراح صدر ودون تضجر أو اعتراض، أو شكوى، فالعبدُ حَسن الخُلق مع ربه هو الذي لو قَدَّر عليه شيئاً يكرهه رضي به واستسلم لأمر الله فيه وصبر، وتيقن أن كل ما يقدره الله عليه هو لحكمة يعلمها سبحانه وتعالى، فيقول بلسان حاله ولسان مقاله: رضيت بما رضيه لي ربي.

ومن حسن الخلق أن يعلم العبد ويتيقن أن كل ما ينزل به هو من منه سبحانه، مصداق قوله تعالى: ﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ ‌مِنْ ‌قَبْلِ ‌أَنْ ‌نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴾ [الحديد: 22]

ومن حسن الخلق مع الله تعالى شكر ه على النعم التي ينعم بها على عبده دقّت هذه النعم أم جلّت، والاعتراف بفضله وكرمه سبحانه. قال تعالى: ﴿‌فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴾ [البقرة: 152]

من حسن الخلق مع الله تعالى: الاستقامة على طاعته سبحانه؛ بالتزام أوامره واجتناب نواهيه، والسعي لتحقيق مرضاته في كل الأعمال والأقوال، فليس من حسن الخلق أن نعصي من يُنعم علينا ويُكرمنا، وهذا يدفع العبد عند وقوعه بالخطأ إلى التوبة والاستغفار: الرجوع إليه سبحانه بالتذلل والخضوع والأوبة.

ومن حُسن الخلق مع الله تعالى أن تَصرف كل عمل تقوم به من الطاعات لله تعالى تبتغي به وجهه ولا تريد به أي أحد سواه، ومن سوء الأدب أن تجعل لله شريكاً وهو خَلقك، مصداق قول النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عندما سئل فقيل له: أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ؟ قَالَ: ‌أَنْ ‌تَجْعَلَ ‌لِلهِ ‌نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ..”. (1)

ومن سوء الأدب مع الله تعالى أن تصرف طاعة أو عبادة لغيره سبحانه، وهو الذي قال: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ ‌مُخْلِصِينَ ‌لَهُ ‌الدِّينَ حُنَفَاءَ﴾ [البينة: 5]

[الشيخ] أنس الموسى

الشيخ أنس الموسى هو الشيخ الحافظ الجامع أنس الموسى بن محمد بشير من مواليد سوريا – حماة 1974م

تخرج في المعهد الهندسي قسم الإنشاءات العامة بدمشق، وتخرج في جامعة الأزهر كلية أصول الدين تخصص الحديث النبوي.

قرأ على كبار علماء دمشق، منهم الشيخ عبد الرحمن الشاغوري والشيخ أديب الكلاس وغيرهم.

حفظ القرآن وأُجير به وبالقراءات العشر المتواترة،  على الشيخ بكري الطرابيشي والشيخ موفق عيون، كما وتخرج من مدرسة الحديث العراقية.

درس الكثير من المواد الشرعية في المعاهد الشرعية في سوريا وتركيا.

إمام وخطيب لمدة تزيد على 15 سنة.

مدرس للقرآن الكريم بمختلف قراءاته ورواياته.

حالياً يعمل كمدرس في مؤسسة سيكيرز، ومسؤول التوجيه الأكاديمي فيها.

أنهى مرحلة الماجستير في الحديث النبوي، وهو الآن يكمل في مرحلة الدكتوراه بنفس التخصص، متزوج ومقيم في إستانبول.