ما ما هي صلاة التهجد، وكيف أداؤها، ومتى يجب أداؤها، وما هي فضائلها؟ (حنفي)
يجيب عن السؤال فضيلة الشيخ أنس الموسى
السؤال
ما هي صلاة التهجد، وكيف أداؤها، ومتى يجب أداؤها، وما هي فضائلها؟
الجواب
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمَّا بعد:
صلاة التهجد: هي صلاة التطوع في الليل. والمتهجد: هو القائم إلى الصلاة من النوم.
وفي معنى التهجد ثلاثة أقوال:
- الأول: النوم ثم الصلاة ثم النوم ثم الصلاة.
- الثاني: الصلاة بعد النوم.
- الثالث: أنه بعد صلاة العشاء. [1]
وهناك من العلماء من فرق بين التهجد وقيام الليل، فقال: قيام الليل قد يسبقه نوم بعد صلاة العشاء وقد لا يسبقه، أما التهجد فلا يكون إلاَّ بعد نوم. [2]
حكم التهجد:
فهو مسنون في حق أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لقول الله تعالى:
﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا﴾ [الإسراء: 79].
ومن الأحاديث الدالة على فضل التهجد:
﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا﴾ [الإسراء: 79].
ومن الأحاديث الدالة على فضل التهجد:
قوله صلى الله عليه وسلم: «عَلَيْكُمْ بِصَلَاةِ اللَّيْل، فَإِنَّهُ دَأْبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وَقُرْبَةٌ إلَى رَبِّكُمْ، وَمُكَفِّرَةٌ لِلسَّيِّئَاتِ، وَمَنْهَاةٌ عَنِ الإِْثْمِ» [3].
وَقَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: «أَفْضَل الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلَاةُ اللَّيْل» [4] والمراد بهذه الصلاة التهجد.
وَقَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: «أَفْضَل الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلَاةُ اللَّيْل» [4] والمراد بهذه الصلاة التهجد.
أفضل أوقات التهجد
جوف الليل الآخر؛ لما روى عمرو بن عبسة قال: قلت: يا رسول الله: أي الليل أسمع؟ قال: «جَوْفُ اللَّيْل الآْخَرِ فَصَل مَا شِئْت». [5]
فلو جعل الراغب بفضل الله تعالى الليل نصفين أحدهما للنوم والآخر للقيام فالأخير أفضل؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «يَنْزِل رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُل لَيْلَةٍ إلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْل الأَْخِيرِ فَيَقُول: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ». [6]
ولو أراد المسلم أن يجعل الليل أثلاثاً فيقوم ثلثه وينام ثلثيه، فالثلث الأوسط أفضل من طرفيه، لأن الغفلة فيه أتم، والعبادة فيه أفضل والمصلون فيه أقل. والأفضل مطلقا عند الحنفية السدس الرابع والخامس من الليل [7]؛ لما روى عبد الله بن عمرو رضي اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: «أَحَبُّ الصَّلَاةِ إلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَل صَلَاةُ دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْل وَيَقُومُ ثُلُثَهُ وَيَنَامُ سُدُسَهُ». [8]
فلو جعل الراغب بفضل الله تعالى الليل نصفين أحدهما للنوم والآخر للقيام فالأخير أفضل؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «يَنْزِل رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُل لَيْلَةٍ إلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْل الأَْخِيرِ فَيَقُول: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ». [6]
ولو أراد المسلم أن يجعل الليل أثلاثاً فيقوم ثلثه وينام ثلثيه، فالثلث الأوسط أفضل من طرفيه، لأن الغفلة فيه أتم، والعبادة فيه أفضل والمصلون فيه أقل. والأفضل مطلقا عند الحنفية السدس الرابع والخامس من الليل [7]؛ لما روى عبد الله بن عمرو رضي اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: «أَحَبُّ الصَّلَاةِ إلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَل صَلَاةُ دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْل وَيَقُومُ ثُلُثَهُ وَيَنَامُ سُدُسَهُ». [8]
أما كيفية أداء صلاة التهجد:
- فأقلها ركعتان خفيفتان؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْل فَلْيَفْتَتِحْ صَلَاتَهُ بِرَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ”.
- وأوسطها: أربع.
- وأكثرها: ثماني ركعات؛ قال ابن الهمام: الظاهر أن أقل تهجده صلى الله عليه وسلم كان ركعتين، وأن منتهاه كان ثماني ركعات. [9]
وأخيراً: أيها الموفَّق لصلاة التهجد تذكر فضل الله عليك أن ارتضاك لهذه المنزلة التي هي دأب الصالحين، واحرص ألاَّ تَصرف كل هذا الوقت المبارك في الصلاة فقط؛ بل أكثر من ذكر الله تعالى والاستغفار والتبتل إليه سبحانه وتعالى بسكب العبرات والانطراح في أعتابه، واسأل الله خير الدنيا والآخرة ولا تنس إخوانك المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تمت الإجابة عن السؤال من قبل الشيخ أنس لموسى، وراجعها الشيخ فراز رباني.
الشيخ أنس الموسى عالم إسلامي من مواليد سورية حماة 1974م. حاز على إجازة في الحديث الشريف من جامعة الأزهر، وماجستير من جامعة يلوا في نفس التخصص، فضلاً عن أنه مجاز في الهندسة من جامعة دمشق. تتلمذ على أكابر علماء الشام ومشايخها: كالشيخ بكري الطرابيشي، والشيخ أديب الكلاس، والشيخ الدكتور نور الدين عتر، وغيرهم…
لديه خبرة واسعة في تطوير التدريس والمناهج في المعاهد الإسلامية في سورية وتركية وغيرهما…
يقوم بالإقراء بالقراءات العشر من طريق الشاطبية والدرة، ومدرس لمختلف العلوم الشرعية في كثير من المعاهد الشرعية، ويقوم بالتدريس التقليدي بطريقة الإجازة في دار الفقهاء تركية.[1] أحكام القرآن لابن العربي (3/ 213). وينظر: حاشية ابن عابدين (2/ 24).
[2] الموسوعة الفقهية الكويتية (14/ 86).
[3] جامع المسانيد والسنن لابن كثير (1195).
[4] سنن النسائي (1614).
[5] سنن أبي داود (1277).
[6] صحيح البخاري (1145).
[7] حاشية ابن عابدين (2/ 24)- (2/ 25).
[8] صحيح البخاري (1079).
[9] حاشية ابن عابدين (2/ 25).