ما علاقة قوله تعالى: ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾ [البقرة: 155] بفهم أهمية الصبر في البلاء؟

• الخوف: سواء من الأعداء أو من المستقبل.
• الجوع: بسبب القحط أو غيره.
• نقص الأموال: بالخسائر المالية أو الفقر.
• نقص الأنفس: بالموت أو الأمراض أو الفقد.
• نقص الثمرات: بسبب الآفات أو غيرها.

ثم تأتي البشرى للصابرين، الذين يدركون أن هذه الابتلاءات ما هي إلا اختبارات من الله تعالى، فيثبتون ويحتسبون، ويستسلمون لحكمه، طمعًا في الأجر والثواب.

معنى الصبر وأهميته في البلاء

الصبر هو توطين النفس على احتمال المكاره، وهو من أعظم الأخلاق التي يثاب عليها العبد، لأنه يعكس الرضا بالقضاء والقدر، والثقة بحكمة الله وعدله.

فضيلة الصبر في الأحاديث النبوية

1. قال النبي ﷺ:

   “ما من عبد تصيبه مصيبة، فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي، وأخلف لي خيرًا منها، إلا أجاره الله في مصيبته، وأخلف له خيرًا منها” [صحيح مسلم (918)].

2. وقال ﷺ في بيان فضل الصبر على فقد الأحبة:

   “إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتًا في الجنة، وسمُّوه بيت الحمد” [سنن الترمذي (1021)].

3. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لما توفي ابن النبي ﷺ إبراهيم، دمعت عيناه وقال:

   “تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا، والله يا إبراهيم! إنا بك لمحزونون” [صحيح مسلم (2315)]

التفريق بين الصبر المحمود والصبر المذموم

• الصبر المحمود: يكون بقبول القضاء والقدر دون اعتراض، والاسترجاع والدعاء كما جاء في الأحاديث.
• الصبر المذموم: يتمثل في الأفعال التي نهى عنها الشرع، مثل لطم الخدود، وشق الجيوب، والنياحة، والاعتراض على أقدار الله.

الخاتمة

الصبر على البلاء من أعظم ما يرفع الله به درجات العبد، ولذلك ختم الله هذه الآية العظيمة ببشارة الصابرين، ليكون الصبر سببًا في مغفرة الذنوب، ورفعة الدرجات، وحصول الأجر العظيم.
وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.