ما دور القرآن في بناء الأمة الإسلامية وهويتها؟

يجيب عن السؤال الشيخ أنس الموسى

السؤال

ما دور القرآن في بناء الأمة الإسلامية وهويتها؟

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

القرآن الكريم له كل الدور في بناء الأمة الإسلامية وإبراز هويتها، فالقرآن هو الموجه الأول للمسلم، والبَوصلة التي تحدد وجهته أينما سار وكيفما اتجه.
والقرآن هو الموجه في شتى ميادين الحياة؛ السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية…

بل لا نكون مخطئين لو قلنا: إن أحكام الإسلام مختزلة في هذا الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؛ مصداق قوله سبحانه: ﴿‌مَا ‌فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ﴾ [الأنعام: 38]

وقد بنى القرآن الهوية الإسلامية في المسلمين وصبغها بهم، من خلال تعاليمه وأحكامه التي شملت كل مناحي الحياة العقائد، والعبادات، والمعاملات، والأخلاق. والسياسة والاجتماع… من فراش الزوجية إلى العلاقات الدولية، وهذه التعاليم شكلت شخصية المسلم وميزته عن غير المؤمنين به كتاباً منزلاً من عند الله عز وجل. قال تعالى: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي ‌مُسْتَقِيمًا ‌فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [الأنعام: 153]

والسنة أكدت على المبادئ التي جاء بها القرآن في المحافظة على الهوية الإسلامية، بل حذرت من ذوبان الشخصية المسلمة في غيرها من الثقافات؛ فقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَكُونُوا إِمَّعَةً»؛ تَقُولُونَ إِنْ أَحْسَنَ

النَّاسُ أَحْسَنَّا وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا، وَلَكِنْ ‌وَطِّنُوا ‌أَنْفُسَكُمْ؛ إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا وَإِنْ أَسَاءُوا فَلَا تَظْلِمُوا”. (1)

وأكد ذلك في أحاديث كثيرة منها: ” ‌لَعَنَ ‌اللهُ ‌الْمُتَشَبِّهِينَ ‌مِنَ ‌الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ، وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ “. (2)

وأخيراً: من أهم الأمور التي تحافظ على الهوية الإسلامية: ثقة المسلمين بمنهج ربهم سبحانه وتعالى، والإيمان المطلق به، والوثوق بأنّ منهج القرآن منهج صحيح راشد ينبغي لزومه ولا يجوز الحياد عنه. والله تعالى أعلم
وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


(1): سنن الترمذي (2007).
(2): مسند أحمد (3151).

الشيخ أنس الموسى

هو الشيخ الحافظ الجامع أنس الموسى بن محمد بشير من مواليد سوريا – حماة 1974م

تخرج في المعهد الهندسي قسم الإنشاءات العامة بدمشق، وتخرج في جامعة الأزهر كلية أصول الدين تخصص الحديث النبوي.

قرأ على كبار علماء دمشق، منهم الشيخ عبد الرحمن الشاغوري والشيخ أديب الكلاس وغيرهم.

حفظ القرآن وأُجير به وبالقراءات العشر المتواترة،  على الشيخ بكري الطرابيشي والشيخ موفق عيون، كما وتخرج من مدرسة الحديث العراقية.

درس الكثير من المواد الشرعية في المعاهد الشرعية في سوريا وتركيا.

إمام وخطيب لمدة تزيد على 15 سنة.

مدرس للقرآن الكريم بمختلف قراءاته ورواياته.

حالياً يعمل كمدرس في مؤسسة سيكيرز، ومسؤول التوجيه الأكاديمي فيها.

أنهى مرحلة الماجستير في الحديث النبوي، وهو الآن يكمل في مرحلة الدكتوراه بنفس التخصص، متزوج ومقيم في إستانبول.