ما حكم الاغتسال للصائم؟
يجيب عن السؤال الشيخ د. باسم عيتاني
السؤال
ما حكم الاغتسال للصائم؟
الجواب
الاغتسال ليس من مفسدات الصوم، ويجوز الاغتسال لأجل التبرد أو التسخن، ولا يؤثر على الصوم بشيء، ويبقى حكم الاغتسال للصائم كحكم الاغتسال لغير الصائم، فقد يكون فرضاً كالغسل من الجنابة وقد يكون مسنوناً كغسل الجمعة، وقد يكون مستحباً كغسل يوم عرفة، وقد يكون مباحاً كالغسل للتبرد، وقد يكون مكروهاً كمن كرر غسله لغير حاجة للإسراف في الماء، ولكن إن تمضمض المغتسل الصائم أو استنشق فلا يبالغ في ذلك حتى لا يعرض صومه للفساد فإنه يكره.
وقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اغتسل من جنابة وهو صائم، حيث سئلت أم سلمة زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يصبح وهو جنب، يريد الصوم، قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنباً من الوقاع، لا من احتلام، ثم يغتسل، ويتمّ صومه) [رواه ابن ماجه] فلو كان الغسل يفسد الصوم لما فعله صلى الله عليه وسلم.
أما دليل وجوب عدم المبالغة في الاستنشاق في الصوم، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم لأحد أصحابه: «وَبَالِغْ فِي الاِسْتِنْشَاقِ إِلَّا أَنْ تَكُوْنَ صَائِمَاً» [رواه أبوداود ] وأما المضمضمة فتأخذ حكم الاسنتشاق في ذلك.
وهنا نشير إلى لطيفة للسائل، من الشيء الجميل في التشريع الإسلامي أن تجتمع نظافة البدن بالاغتسال ونظافة الباطن بالصوم فهذا مما حث عليه الشرع نظافة الخارج والداخل ﴿وَاللهُ يُحِبُّ المُطَّهْرِيْن﴾. [التوبة:108]