ما حال الأنبياء (عليهم السلام) في قبورهم؟

يجيب عن السؤال الشيخ د. محمد أبو بكر باذيب

السؤال

ما حال الأنبياء (عليهم السلام) في قبورهم؟

الجواب

باسم الله والحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد؛

     فإن أحوال أنبياء الله فيما صح وثبت في السنة النبوية المطهرة، أنهم أحياءٌ، وصح أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى موسى يصلي في قبره.

أخرج مسلم في صحيحه [1]، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَرَرْتُ عَلَى مُوْسَى وَهُوَ قَائِمٌ يُصلِّي فِي قَبْرِهِ»، وفي رواية: «أَتَيْتُ عَلَى مُوْسَى لَيْلَةَ أُسْرِيَ بَيْ عِنْدَ الكَثِيبِ الأَحْمَرِ وَهُوَ قَائِمٌ يُصلِّي فِيْ قَبْرِهِ».

 وألَّف الحافظ البيهقي [2] رسالة بعنوان (حياة الأنبياء في قبورهم)، وقال في دلائل النبوة: “الأنبياء أحياء عند ربهم كالشهداء”.

قال العلامة الكشميري [3]: “معناهُ: أن أرواح الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ليست بمعطلة عن العبادات الطيبة والأفعال المباركة، بل هم مشغولون في قبورهم أيضا كما كانوا مشغولين حين حياتهم”، انتهى.

فيتلخص أن المطلوب من المسلم التسليم بحياة الأنبياء في قبورهم، والتصديق بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما صح من الحديث. كما أنه من المهم التنبيه على أن حياة الأنبياء في القبور وهي المعبر عنها بالحياة البرزخية ليست كحياة البشر في هذه الدنيا. بل هي حياة من نوع آخر خاصة بالأرواح.

والله أعلم.



تمت الإجابة عن السؤال من قبل الشيخ د. محمد أبو بكر باذيب، وراجعها الشيخ د. محمد فايز عوض.


د. محمد أبو بكر باذيب عالم إسلامي من علماء اليمن، نال الشيخ الإجازة في الشريعة من جامعة الأحقاف، والماجستير من جامعة بيروت الإسلامية، والدكتوراه في أصول الدين من جامعة عليكرة الإسلامية (AMU). تتلمذ على أكابر العلماء: كالشيخ الحبيب أحمد مشهور الحداد، والشيخ فضل بافضل، والحبيب سالم الشاطري، والحبيب علي مشهور بن حفيظ، وغيرهم…
يشرف على القسم العربي سيكرز عربية للعلوم الشرعية (seekersguidance)، وعضو أمناء دار المخطوطات بإستانبول.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] صحيح مسلم، (6297)، 7/ 99.
[2] البيهقي، دلائل النبوة: 2/ 388.
[3] الكشميري، فيض الباري: 2/ 89.