ما الأعمال التي تؤدي الى زيادة الإيمان وتقوية علاقة المسلم بربه؟

يجيب عن السؤال الشيخ الدكتور باسم عيتاني

السؤال

ما الأعمال التي تؤدي الى زيادة الإيمان وتقوية علاقة المسلم بربه؟

الجواب

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛

السائل الفاضل؛

هناك أعمال كثيرة شرعها الله تعالى تزيد الإيمان وتقوي علاقة المسلم بربه، منها: طلب العلم النافع، وتلاوة القرآن وتدبر آياته، والتفكروالتأمل في الآيات الكونية، وإكثار الذكر، وكثرة النوافل، وصحبة الصالحين وغيرها.

ونركز على نقطتين :

الأولى: هي التفكر في مخلوقات الله تعالى لأنها تقوي العلاقة بالخالق جل جلاله وتزيد الإيمان، قال حجة الإسلام الإمام الغزالي: ولا يخفى أن الفكر هو مفتاح الأنوار ومبدأ الاستبصار وهو شبكة العلوم ومصيدة المعارف والفهوم وأكثر الناس قد عرفوا فضله ورتبته لكن جهلوا حقيقته وثمرته ومصدره ومورده ومجراه ومسرحه وطريقه وكيفيته ولم يعلم أنه كيف يتفكر وفيماذا يتفكر ولماذا يتفكر… قد أمر الله تعالى بالتفكر والتدبر في كتابه العزيز في مواضع لا تحصى وأثنى على المتفكرين فقال تعالى: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّار) [آل عمران:191] [ إحياء علوم الدين]

الثانية: هي الإكثار من النوافل، فمن أكثر من النوافل بعد الفرائض، كالصلاة والصيام والصدقة، وغيرِها من أعمال الطاعة والبر، يشعر بازدياد في إيمانة، وتقوى علاقته بالله تعالى،لأن العبد بتقربه بالنوافل إلى الله ، يصل إلى رتبة المحبوبية أيْ: دخل في حب الله تعالى، كما ورد في الحديث القدسي: “وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ” [رواه البخاري]

فهذه الأعمال الكثيرة التي ذكرناها جعلها التشريع الإسلامي كي تقوى علاقة المسلم بربه في الدنيا، ويشعر بقرب الله تعالى، ويسعد أيَّ سعادة، ويزداد إيمانه فيجد حلاوته في قلبه، فتلكم الحياة الطيبة. قال الله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [النحل:97]

والله ولي التوفيق.

– إحياء علوم الدين، محمد بن محمد الغزالي، دار المعرفة، بيروت – لبنان. 4/423

الشيخ الدكتور باسم عيتاني

هو الشيخ الدكتور باسم حسين عيتاني من مواليد بيروت – لبنان عام 196

حاصل على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية عام 2005

من مشايخه: الشيخ محمد طه سكر والشيخ أديب الكلاس والشيخ ملا عبد العليم الزنكي والشيخ عبد الرحمن الشاغوري والشيخ عبد الرزاق الحلبي والشيخ د. مصطفى ديب البغا والشيخ د. وهبي الزحيلي ود. محمد الزحيلي وغيرهم رحمهم الله جميعا.

لديه العديد من الخبرات والتخصصات العلمية و الإدارية، وقد شغل مناصب علمية وإدارية في العديد من الجهات والمؤسسات العلمية والثقافية والإسلامية الحكومية وغير الحكومية في لبنان وخارجه من ذلك

Seekers Guidance – عضو في اللجنة العلمية في مؤسسة

التعليم المفتوح عبر الإنترنت حتى الآن

– عميد كلية الدعوة الجامعية للدراسات الإسلامية – الدراسات العليا عام 2021-2020

مدير دار إقرأ للعلوم الإسلامية 1998- 2018

مدرس للعديد من المواد و المناهج العلمية في الفقه و الأصول و العقيدة و التفسير .. ومناقش و مشرف على العديد من الرسائل

والاطاريح العلمية في الماجستير والدكتوراه في العديد من الجامعات و الكليات في لبنان له مؤلفات وأبحاث  في مجال العلوم الإسلامية

أقوال الإمام زفر المعتمدة في المذهب الحنفي – الاجتهاد الجماعي سمو فكري في القرن 21 – العرف وأثره في الفقه الإسلامي

المشاركة في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية داخل لبنان وخارجه

اللغات : العربية: ممتاز  الفرنسية: جيد الإنكليزية: وسط