كيف ينبغي أن يلبس المسلم في بلاد غير مسلمين؟

يجيب عن السؤال الشيخ أنس الموسى 

السؤال

كيف ينبغي أن يلبس المسلم في بلاد غير مسلمين؟

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

عندما يعيش المسلم في بلاد غير المسلمين، من الواجب عليه أن يلتزم ببعض المبادئ التي تساعده على التكيف مع المجتمع الذي يعيش فيه بحيث لا يبدو متمرداً على هذا المجتمع، وفي الوقت نفسه يحافظ على هويته الإسلامية، مهما كانت الظروف، ومن ذلك:

– يجب أن يكون لباس المسلم – رجلاً كان أو امرأة – لباساً محتشماً؛ وهو اللباس الذي يكون فضفاضاً ‌لا ‌يصف ‌العورة، وسميكاً لا يشف عن العورة. وألا يكون لباس المرأة زينة في نفسه بأن لا يكون ذا ألوان زاهية تلفت النظر إليها؛ لأن الحجاب وضع لصرف الأنظار لا للفتنة، لقوله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [النور: 30 – 31] ولنهي الله تعالى عن إظهار الزينة بقوله: ﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ ‌زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ ‌زِينَتَهُنَّ ﴾ [النور: 31]

– كما ويجب أن يكون اللباس ساتراً للعورة أيضاً، وعورة الرجل من السرة إلى الركبة، أما عورة المرأة فكلها عورة عدا وجهها وكفيها.

و أخيراً:

لا بأس على المسلم والمسلمة أن يختارا ملابس تتناسب مع الثقافة المحلية للبلاد التي يعيشون فيها، بشرط أن لا تتعارض مع تعاليم الإسلام، التي ذكرنا بعضها.

والله تعالى أعلم

وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


ينظر: حاشية ابن عابدين (1/ 409) (1/410)؛ الدرر البهية من الفتاوى الكويتية (10/156)

[الشيخ] أنس الموسى

الشيخ أنس الموسى هو الشيخ الحافظ الجامع أنس الموسى بن محمد بشير من مواليد سوريا – حماة 1974م

تخرج في المعهد الهندسي قسم الإنشاءات العامة بدمشق، وتخرج في جامعة الأزهر كلية أصول الدين تخصص الحديث النبوي.

قرأ على كبار علماء دمشق، منهم الشيخ عبد الرحمن الشاغوري والشيخ أديب الكلاس وغيرهم.

حفظ القرآن وأُجير به وبالقراءات العشر المتواترة،  على الشيخ بكري الطرابيشي والشيخ موفق عيون، كما وتخرج من مدرسة الحديث العراقية.

درس الكثير من المواد الشرعية في المعاهد الشرعية في سوريا وتركيا.

إمام وخطيب لمدة تزيد على 15 سنة.

مدرس للقرآن الكريم بمختلف قراءاته ورواياته.

حالياً يعمل كمدرس في مؤسسة سيكيرز، ومسؤول التوجيه الأكاديمي فيها.

أنهى مرحلة الماجستير في الحديث النبوي، وهو الآن يكمل في مرحلة الدكتوراه بنفس التخصص، متزوج ومقيم في إستانبول.