كيف يمكن للمسلم تحقيق الإخلاص في العبادة؟

يجيب عن السؤال الشيخ أنس الموسى

السؤال

كيف يمكن للمسلم تحقيق الإخلاص في العبادة؟

الجواب

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ونبي محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد

تحقيق الإخلاص في العبادة له أسباب كثيرة وإليك بعضها:

 صحبة المتحققين بالإخلاص

 كما أمر الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا ‌مَعَ ‌الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 119]

 محاسبة النفس

يجب على المسلم أن يحاسب نفسه باستمرار، خاصة قبل القيام بالعمل، ليتأكد من أن نيته خالصة لله تعالى، وأنه أدى هذا العمل لا يريد به إلاّ وجهه سبحانه.

 تدريب النفس على الإخلاص

بسلوك الطرق المناسبة، كأداء الطاعات والعبادات بالسر، بحيث لا يطَّلع عليها إلا الله تعالى، واستحضار حديث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في السبعة الذين يظلهم الله في ظله: « ”سَبْعَةٌ ‌يُظِلُّهُمُ ‌اللهُ ‌فِي ‌ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ … وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ، فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ يَمِينُهُ مَا تُنْفِقُ شِمَالُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ“. (1)

  أن تتيقن أن كل عمل تؤديه، وكل طاعة تفعلها إنما هي من فضل الله تعالى عليك: وليست لشيء خاصٍّ فيك، وأن دخول الجنة ليس على عمل العبد، بل على فضل الرب سبحانه وتعالى؛ مصداق قوله تعالى: ﴿‌قُلْ ‌بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾ [يونس: 58] ومصداق قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا عَمَلُهُ الْجَنَّةَ. قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: لَا، وَلَا أَنَا، ‌إِلَّا ‌أَنْ ‌يَتَغَمَّدَنِي ‌اللهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا ….» (2)

تخاطب نفسكَ وتقول لها

يا نفسُ هذه الطاعة التي أنت فيها إنما هي من خَلق الله تعالى؛ فمن فضل الله تعالى عليكِ أن خَلَقَ فيكِ ونَسَبَ إليك، فعلى أي شيء تفرحين ومن أي شيء تعجبين …؟!

أن تسأل الله تعالى أن يرزقك الإخلاص: وسؤالُ العبد ربَّه أن يكون مخلِصاً في عمله، دعاءٌ مستجاب؛ لأن مثل هذا الدعاء لا يكون إلاَّ بإخلاص، والدعاء بإخلاص دعاء مجاب.

وأخيراً: أهم شرط في قبول العبادة هو وجود روح الإخلاص فيها، كما قال ابن عطاء الله السكندري: الأعمال

الشيخ أنس الموسى

هو الشيخ الحافظ الجامع أنس الموسى بن محمد بشير من مواليد سوريا – حماة 1974م 

تخرج في المعهد الهندسي قسم الإنشاءات العامة بدمشق، وتخرج في جامعة الأزهر كلية أصول الدين تخصص الحديث النبوي. 

قرأ على كبار علماء دمشق، منهم الشيخ عبد الرحمن الشاغوري والشيخ أديب الكلاس وغيرهم.

حفظ القرآن وأُجير به وبالقراءات العشر المتواترة،  على الشيخ بكري الطرابيشي والشيخ موفق عيون، كما وتخرج من مدرسة الحديث العراقية.

درس الكثير من المواد الشرعية في المعاهد الشرعية في سوريا وتركيا.

إمام وخطيب لمدة تزيد على 15 سنة.

مدرس للقرآن الكريم بمختلف قراءاته ورواياته.

حالياً يعمل كمدرس في مؤسسة سيكيرز، ومسؤول التوجيه الأكاديمي فيها.

أنهى مرحلة الماجستير في الحديث النبوي، وهو الآن يكمل في مرحلة الدكتوراه بنفس التخصص، متزوج ومقيم في إستانبول.

(1): صحيح مسلم (1031).
(2): صحيح البخاري (5673).