كيف يمكن تنظيم الوقت بين العبادة والدراسة؟

يجيب عن السؤال الشيخ عبد السميع ياقتي

السؤال

يشكو الكثير من الناس من عدم قدرتهم على تنظيم الوقت بين العبادة والدراسة أو العمل، فبم ننصحهم؟

الجواب

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد المرسلين و على آله و صحبه أجمعين، و بعد:

أهمية الوقت وقيمته

– ننصحهم -أولاً – بالتعرف على أهمية الوقت وقيمته وحقّه ، وفي ذلك جاءت الكثير من الآيات و الأحاديث العظيمة.

 حيث سُمّيت الكثير من السور بأسماء الأوقات، و أقسم الله عز وجل بها، كما في سورة الشمس، يقول تعالى : ﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا *وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا *وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاهَا *وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا﴾، و سورة الضحى :﴿وَالضُّحَى*وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى﴾، و سورة الفجر:﴿وَالْفَجْرِ ﴾ وسورة العصر:﴿وَالْعَصْرِ﴾ و غيرها

و كذلك فقد ربط الله تعالى تلك العبادات بالأوقات؛ فقال تعالى في شان الصلاة مثلاً :﴿إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ [النساء :103]

 فجعل لها وقتًا يجب على المسلم أداؤها فيه، ثم بيّن تعالى و وضح هذه الأوقات فقال: ﴿أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴾ [الإسراء 78]، فهذا مثال على مراعاة حقوق الأوقات و القيام بالعبادات المخصصة لها، وكذلك باقي الأعمال الدنيوية كالدراسة و العمل، ينبغي إعطاؤها حقها و أداؤها في أوقاتها.

معرفة الأولويات

وثانياً – ننصحهم بمعرفة الأولويات ومراعاتها وعدم الانشغال بغيرها عنها، وعدم التأجيل والتسويف وتراكم الواجبات والأولويات

فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «مِنْ حُسْنِ إسْلامِ المَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ». رواه الترمذي و غيره.(1)

وكانَ سيدنا عبد الله بْن عُمَرَ رضي الله عنهما، يقول: إِذَا أمْسَيْتَ فَلَا تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أصْبَحتَ فَلَا تَنْتَظِرِ المَسَاءَ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ.
رواه البخاري.(2)

العلماء والوقت

وثالثاً – أنصح -وبشدة- بقراءة كتاب ( قيمة الزمن عند العلماء) للشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله تعالى، فقد جمع فيه من الفوائد و الفرائد ما لا غُنية للمسلم عنه.

و على هذا فمعرفة هذه الأمور و مراعاتها سيدفعهم إلى تنظيم أوقاتهم و الاستفادة منها ، وهذا – بالتالي- يحقق لهم التوازن بين هذه الأمور و في جميع شؤون حياتهم ، والله أعلم

الشيخ عبد السميع ياقتي

الشيخ عبد السميع ياقتي عالم إسلامي من علماء سورية، مواليد حلب 1977م

نال الإجازة في الشريعة من كلية الشريعة جامعة دمشق، ودبلوم التأهيل التربوي من كلية التربية جامعة حلب، ودبلوم الشريعة والماجستير في الشريعة من كلية الشريعة والقانون جامعة أم درمان في السودان، وهو الآن بصدد إعداد أطروحة الدكتوراة في جامعة محمد الفاتح في إسطنبول

تتلمذ على أكابر العلماء: كالشيخ عبد الرحمن الشاغوري، والشيخ مصطفى التركماني، والشيخ الدكتور نور الدين عتر، رحمهم الله، والشيخ الدكتور محمود مصري، والعلامة الحبيب عمر بن سالم بن حفيظ و الشيخ عمر بن حسين الخطيب والشيخ محمد الأمين الشنقيطي وغيرهم من علماء الشام وحضرموت والإمارات.

 عمل في مجال التدريس والتوجيه الثقافي في دار الأيتام وفي ثانويات حلب، وكان إماماً وخطيباً وقارئاً في مسجد الشيخ زايد في أبو ظبي، ومدرباً معتمداً للخطباء في برنامج تأهيل الخطباء في أبو ظبي

و يقوم بإعداد و تدريس برنامج تعليم الشباب في سيكرز عربية للعلوم الشرعية

للشيخ مؤلفات أهمها: إمام الحرمين الجويني بين علم الكلام وأصول الفقه، وبرنامج (رسول الله فينا) ﷺ

الهوامش:
1- سنن الترمذي: حديث رقم (2317)
2- صحيح البخاري : حديث رقم (6416).