كيف يستطيع المسلم أن يضاعف أجر نيته؟

يجيب عن السؤال الشيخ أنس الموسى

السؤال

كيف يستطيع المسلم أن يضاعف أجر نيته؟

الجواب

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الإخلاص أساس مضاعفة النية

نعم يستطيع المسلم مضاعفة أجر نيته، بأن يحقق الإخلاص فيها أولاً؛ أي أن تكون نيته في أي عمل ابتغاء وجه الله تعالى خالصة له سبحانه.

وتجميع أكثر من نية في عمل واحد أو تعديد النيات له أثره في مضافة أجر النية؛ فينوي في جلب الماء للمسجد مثلاً، وجه الله تعالى، وأن يشرب منه المسلمون، ويتوضؤوا، ويتطهروا، ويتنظفوا، ويتبردوا في اليوم الحار، وتنظيف المسجد، وأن يشرب منه طير أو بهيمة… فهذه النيات الكثيرة للعمل الواحد يثاب عليها عند الله تعالى؛ مصداق قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا ‌الْأَعْمَالُ ‌بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ». [صحيح البخاري (1)]

كما ذكر بعض الفقهاء أن التشريك في النية جائز ويثاب عليه المسلم، قال الإمام النووي: ”لَوْ أَحْرَمَ بِصَلَاةٍ يَنْوِي بِهَا الْفَرْضَ وَتَحِيَّةَ الْمَسْجِدِ صَحَّتْ صَلَاتُهُ وَحَصَلَ لَهُ الْفَرْضُ وَالتَّحِيَّةُ جَمِيعًا.“  [المجموع شرح المهذب للإمام النووي (1/ 325)]

وأخيراً: أنصح الأخ السائل بالرجوع لكتاب إحياء علوم الدين للإمام الغزالي فقد ذكر كلاماً مفيداً جداً في هذا الموضوع، وهذا بعضه، قال رحمه الله تعالى: ”الطاعات وهي مرتبطة بالنيات في أصل صحتها وفي تضاعف فضلها. أما الأصل فهو أن ينوي بها عبادة الله تعالى لا غير فإن نوى الرياء صارت معصية، وأما تضاعف الفضل فبكثرة النيات الحسنة فإن الطاعة الواحدة يمكن أن ينوي بها خيرات كثيرة فيكون له بكل نية ثواب إذ كل واحدة منها حسنة ثم تضاعف كل حسنة عشر أمثالها كما ورد به الخبر. ومثاله القعود في المسجد ‌فإنه ‌طاعة ‌ويمكن ‌أن ‌ينوي ‌فيه ‌نيات ‌كثيرة حتى يصير من فضائل أعمال المتقين ويبلغ به درجات المقربين أولها أن يعتقد أنه بيت الله….“  [ينظر: الإمام الغزالي، إحياء علوم الدين (4/370)]

ولنحرص على أن نعدِّد النيات الصالحة لكل عمل دقَّ أم جلّ، وصدق من قال: المسلمون تجار نيات.

وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

الشيخ أنس الموسى

هو الشيخ الحافظ الجامع أنس الموسى بن محمد بشير من مواليد سوريا – حماة 1974م

تخرج في المعهد الهندسي قسم الإنشاءات العامة بدمشق، وتخرج في جامعة الأزهر كلية أصول الدين تخصص الحديث النبوي.

قرأ على كبار علماء دمشق، منهم الشيخ عبد الرحمن الشاغوري والشيخ أديب الكلاس وغيرهم.

حفظ القرآن وأُجير به وبالقراءات العشر المتواترة،  على الشيخ بكري الطرابيشي والشيخ موفق عيون، كما وتخرج من مدرسة الحديث العراقية.

درس الكثير من المواد الشرعية في المعاهد الشرعية في سوريا وتركيا.

إمام وخطيب لمدة تزيد على 15 سنة.

مدرس للقرآن الكريم بمختلف قراءاته ورواياته.

حالياً يعمل كمدرس في مؤسسة سيكيرز، ومسؤول التوجيه الأكاديمي فيها.

أنهى مرحلة الماجستير في الحديث النبوي، وهو الآن يكمل في مرحلة الدكتوراه بنفس التخصص، متزوج ومقيم في إستانبول.