كيف تكون العبودية خالصة لله وحده؟

يجيب عن السؤال الشيخ أنس الموسى

السؤال

كيف تكون العبودية خالصة لله وحده؟

الجواب

 بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

العبودية: هي القيام بحق الطاعات التي أمر الله تعالى بها على وجه الإخلاص.

وتكون العبودية خالصة لله وحده، بالقيام بآداب الربوبية؛ بألا يصرف العبد أي عمل من الأعمال إلا لله سبحانه وتعالى.

فتكون العبودية خالصة لله عز وجل، بتطبيق الإخلاص في التكاليف الشرعية؛ فكلما كان العبد مطبقاً لأوامر الله تعالى -كما أمر – كلما كان متحققاً بعبديته لربه أكثر ، وكلما تحقق الإخلاص في عمله أكثر،  كلما كان التحقق بالعبودية أتم وأكمل، ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي ‌وَنُسُكِي ‌وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162-163]

وأخيراً: تعلق الإنسان بما سوى الله تعالى، مهما كان نوع هذا التعلق، سواء بمال أو جاه أو سلطان أو زوجة أو ولد… إنما هو في الحقيقة يُنقص من عبديته لربه، ويجعله عبداً لما تعلّق به بمقدار ما تعلق به. وصدق من قال: أنت عبدٌ لما أنت له طامع وحرٌّ مما أنت عنه آيس. فالله تعالى يريدنا أن نكون  عبيداً له وحده لا لغيره. ولعل هذا هو السبب في أمر الله سبحانه سيدنا إبراهيم أن يذبح ولده إسماعيل، قال تعالى: ﴿فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ ‌يَابُنَيَّ ‌إِنِّي ‌أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى ﴾ [الصافات: 101-102]

قال الإمام القشيري في تفسيره: «فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ» إشارة إلى وقت توطين القلب على الولد، رأى إبراهيم عليه السلام أنه يؤمر بذبح ابنه إسماعيل. (1)

ورحم الله ابن عطاء الله السكندري إذ يختصر إخلاص العبودية فقال: العمل المشترك لا يَقبله، والقلبُ المشترك لا يُقبل عليه.

وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


(1):  لطائف الإشارات للقشيري (3/238).

الشيخ أنس الموسى

هو الشيخ الحافظ الجامع أنس الموسى بن محمد بشير من مواليد سوريا – حماة 1974م

تخرج في المعهد الهندسي قسم الإنشاءات العامة بدمشق، وتخرج في جامعة الأزهر كلية أصول الدين تخصص الحديث النبوي.

قرأ على كبار علماء دمشق، منهم الشيخ عبد الرحمن الشاغوري والشيخ أديب الكلاس وغيرهم.

حفظ القرآن وأُجير به وبالقراءات العشر المتواترة،  على الشيخ بكري الطرابيشي والشيخ موفق عيون، كما وتخرج من مدرسة الحديث العراقية.

درس الكثير من المواد الشرعية في المعاهد الشرعية في سوريا وتركيا.

إمام وخطيب لمدة تزيد على 15 سنة.

مدرس للقرآن الكريم بمختلف قراءاته ورواياته.

حالياً يعمل كمدرس في مؤسسة سيكيرز، ومسؤول التوجيه الأكاديمي فيها.

أنهى مرحلة الماجستير في الحديث النبوي، وهو الآن يكمل في مرحلة الدكتوراه بنفس التخصص، متزوج ومقيم في إستانبول