كيف تؤثر الطاعات والعبادات اليومية على زيادة الإيمان؟
يجيب عن السؤال الشيخ الدكتور باسم عيتاني
السؤال
كيف تؤثر الطاعات والعبادات اليومية على زيادة الإيمان؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛
كلما زادت الطاعات والعبادات الظاهرة والباطنة اليومية كلما زاد الإيمان، وإذا نقصت نقص الإيمان.
أنواع الطاعات والعبادات
فمن الطاعات والعبادات الظاهرة: كقراءة القرآن، وكثرة الصلاة والصدقة والصيام، والاستغفار والدعاء، وصلة الأرحام وغيرها، ومن الطاعات والعبادات الباطنة أي القلبية: كالتفكر في مخلوقات الله تعالى، والتدبر في آيات الله تعالى، والخوف والرجاء والتوكل، وغيرها.
فمن أكثر من العبادات والطاعات النوافل بعد الفرائض من أعمال الطاعة والبر، يشعر بازدياد في إيمانه، لأن العبد بتقربه بالنوافل إلى الله، يصل إلى رتبة المحبوبية أيْ: دخل في حب الله تعالى، وهذا يدلّ على زيادة الإيمان، كما ورد في الحديث القدسي: “وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ.” [رواه البخاري]
العبادات وتأثيرها على القلب
قال حجة الإسلام الغزالي كلاماً رائعاً في هذا الموضوع : والعمل يؤثر في نماء هذا التصميم وزيادته كما يؤثر سقي الماء في نماء الأشجار، ولذلك قال الله تعالى: (فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا) [ التوبة:124] وقال تعالى: (لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ)[الفتح:4] وقال ﷺ فيما يُروى في بعض الأخبار: “الإيمان يزيد وينقص” وذلك بتأثير الطاعات في القلب وهذا لا يدركه إلا من راقب أحوال نفسه في أوقات المواظبة على العبادة، والتجرد لها بحضور القلب مع أوقات الفتور، وإدراك التفاوت في السكون إلى عقائد الإيمان في هذه الأحوال حتى يزيد عقده استعصاء على من يريد حله بالتشكيك، بل من يعتقد في اليتيم معنى الرحمة إذا عمل بموجب اعتقاده فمسح رأسه وتلطف به أدرك من باطنه تأكيد الرحمة وتضاعفها بسبب العمل، وكذلك معتقد التواضع إذا عمل بموجبه عملًا مقبلًا أو ساجدًا لغيره أحس من قلبه بالتواضع عند إقدامه على الخدمة، وهكذا جميع صفات القلب تصدر منها أعمال الجوارح ثم يعود أثر الأعمال عليها فيؤكدها. [الغزالي, إحياء علوم الدين]
الحياة الطيبة
فهذه العبادات والطاعات الظاهرة والباطنة التي ذكرناها جعلها الشرع الإسلامي، كي يزداد إيمان المسلم، فيجد حلاوة الإيمان في قلبه، ويشعر بقرب الله تعالى، ويسعد أيَّ سعادة ، فتلكم الحياة الطيبة. قال الله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [النحل:97]
الشيخ الدكتور باسم عيتاني
هو الشيخ الدكتور باسم حسين عيتاني من مواليد بيروت – لبنان عام 1965
حاصل على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية عام 2005
من مشايخه: الشيخ محمد طه سكر والشيخ أديب الكلاس والشيخ ملا عبد العليم الزنكي والشيخ عبد الرحمن الشاغوري والشيخ عبد الرزاق الحلبي والشيخ د. مصطفى ديب البغا والشيخ د. وهبي الزحيلي ود. محمد الزحيلي وغيرهم رحمهم الله جميعا.
لديه العديد من الخبرات والتخصصات العلمية و الإدارية، وقد شغل مناصب علمية وإدارية في العديد من الجهات والمؤسسات العلمية والثقافية والإسلامية الحكومية وغير الحكومية في لبنان وخارجه من ذلك
Seekers Guidance – عضو في اللجنة العلمية في مؤسسة
التعليم المفتوح عبر الإنترنت حتى الآن
– عميد كلية الدعوة الجامعية للدراسات الإسلامية – الدراسات العليا عام 2021-2020
مدير دار إقرأ للعلوم الإسلامية 1998- 2018
مدرس للعديد من المواد و المناهج العلمية في الفقه و الأصول و العقيدة و التفسير .. ومناقش و مشرف على العديد من الرسائل
والاطاريح العلمية في الماجستير والدكتوراه في العديد من الجامعات و الكليات في لبنان له مؤلفات وأبحاث في مجال العلوم الإسلامية
أقوال الإمام زفر المعتمدة في المذهب الحنفي – الاجتهاد الجماعي سمو فكري في القرن 21 – العرف وأثره في الفقه الإسلامي
المشاركة في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية داخل لبنان وخارجه
اللغات : العربية: ممتاز الفرنسية: جيد الإنكليزية: وسط