كيف أوازن بين حبي للناس ورغبتي في مخالطتهم دون التأثير على عبادتي وصلاتي؟

يجيب عن السؤال الشيخ عبد السميع ياقتي

السؤال

كيف أوازن بين حبي للناس و رغبتي في مخالطتهم مما قد يجعلني أقصر في عبادتي وسرعة أداء صلاتي؟

الجواب

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

معرفة الأولويات

هذا الأمر يعتمد على معرفة الأولويات في العلاقات ومراعاتها، والتمسك بمبدأ إعطاء كل ذي حقٍ حقه كما جاءت بذلك النصوص الشرعية الكثيرة. فالعلاقة مع الله تعالى وحقوقها هي الأصل في حياة المسلم، وخاصة الصلاة. فعن سيدنا عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال: سألت رَسُول اللهِ – صلى الله عليه وسلم – أيُّ الأعْمَالِ أفْضَلُ؟ قَالَ: «الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا»

أهمية الصلاة

قلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قَالَ: «بِرُّ الوَالِدَيْنِ» قلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قَالَ: «الجِهَادُ في سَبِيلِ اللهِ». وفي رواية: أيُّ العَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ تَعَالَى؟ قَالَ: «الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا» متفقٌ عَلَيهِ.

[صحيح البخاري: حديث رقم (2782); وصحيح مسلم: حديث رقم (85) و(137)]

مثال من حياة النبي

من النصوص الواضحة في تقرير هذا المبدأ، ما أخبرت به السيدة عائشة رضي الله عنها عندما سئلت: “مَا كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَصْنَعُ فِي الْبَيْتِ؟” قَالَتْ: “كَانَ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ، فَإِذَا سَمِعَ الْأَذَانَ خَرَجَ.” رواه البخاري.[صحيح البخاري: حديث رقم (5363)]

تركيز على الصلاة

وفي رواية ذكرها الغزالي في “إحياء علوم الدين”، أنها قالت: “كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يحدثنا ونحدثه فإذا حضرت الصلاة فكأنه لم يعرفنا ولم نعرفه.” [إحياء علوم الدين، للغزالي: [1\145]، كتاب أسرار الصلاة] ومن المعلوم أن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت من أحب الناس إليه صلى الله عليه وسلم.

التوازن بين العلاقات

وعلى هذا، فينبغي على المسلم أن يعلم أولاً هذه الأولويات والحقوق، ثم يرتب سائر علاقاته وتعاملاته بموجبها مع ضرورة الضبط والالتزام بهذا المنهج. وبهذا يحقق التوازن والتوافق بينها، والله أعلم.

الشيخ عبد السميع ياقتي

الشيخ عبد السميع ياقتي عالم إسلامي من علماء سورية، مواليد حلب 1977م

نال الإجازة في الشريعة من كلية الشريعة جامعة دمشق، ودبلوم التأهيل التربوي من كلية التربية جامعة حلب، ودبلوم الشريعة والماجستير في الشريعة من كلية الشريعة والقانون جامعة أم درمان في السودان، وهو الآن بصدد إعداد أطروحة الدكتوراة في جامعة محمد الفاتح في إسطنبول

تتلمذ على أكابر العلماء: كالشيخ عبد الرحمن الشاغوري، والشيخ مصطفى التركماني، والشيخ الدكتور نور الدين عتر، رحمهم الله، والشيخ الدكتور محمود مصري، والعلامة الحبيب عمر بن سالم بن حفيظ و الشيخ عمر بن حسين الخطيب والشيخ محمد الأمين الشنقيطي وغيرهم من علماء الشام وحضرموت والإمارات. 

 عمل في مجال التدريس والتوجيه الثقافي في دار الأيتام وفي ثانويات حلب، وكان إماماً وخطيباً وقارئاً في مسجد الشيخ زايد في أبو ظبي، ومدرباً معتمداً للخطباء في برنامج تأهيل الخطباء في أبو ظبي

و يقوم بإعداد و تدريس برنامج تعليم الشباب في سيكرز عربية للعلوم الشرعية

للشيخ مؤلفات أهمها: إمام الحرمين الجويني بين علم الكلام وأصول الفقه، وبرنامج (رسول الله فينا) ﷺ