بعض الناس يعملون بدوام جزئي في وظائف مشبوهة، مثل مصانع الدخان، أو في المصارف التقليدية، فهل يعتبر دخله بالكامل محرمًا أم فقط الجزء المتعلق بهذا المصدر؟
يجيب عن السؤال الشيخ أنس الموسى
السؤال
بعض الناس يعملون بدوام جزئي في وظائف مشبوهة، مثل مصانع الدخان، أو في المصارف التقليدية، فهل يعتبر دخله بالكامل محرمًا أم فقط الجزء المتعلق بهذا المصدر؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
أخي السائل: أي مبلغ مالي تحصل عليه من طريق نهى الشارع عنه يعتبر مالاً حراماً، وتأثم به، وسيسألك الله تعالى عنه، كما أخبر بذلك المصطفى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تَزُولُ قَدَمُ ابْنِ آدَمَ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ، عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ، وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ، وَمَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ». (1)
ولكن هذا المال الحرام لا ينشر الحرمة إلى المال الذي تحصل عليه من طريق مشروع، واختلاط المال الحرام بالحلال لا يجعل كل مالك حراماً، بل يبق الحلال حلالاً والحرام حراماً.
وأخيراً: على الإنسان أن يبتعد عن المال الحرام والمال المشبوه ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، وليتذكر قول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ، كَالرَّاعِي يَرْعَى
حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ، أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلَا وَإِنَّ حِمَى اللهِ مَحَارِمُهُ”. (2)
وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
(1): سنن الترمذي (2416).
(2): صحيح مسلم (1599).
الشيخ أنس الموسى
هو الشيخ الحافظ الجامع أنس الموسى بن محمد بشير من مواليد سوريا – حماة 1974م
تخرج في المعهد الهندسي قسم الإنشاءات العامة بدمشق، وتخرج في جامعة الأزهر كلية أصول الدين تخصص الحديث النبوي.
قرأ على كبار علماء دمشق، منهم الشيخ عبد الرحمن الشاغوري والشيخ أديب الكلاس وغيرهم.
حفظ القرآن وأُجير به وبالقراءات العشر المتواترة، على الشيخ بكري الطرابيشي والشيخ موفق عيون، كما وتخرج من مدرسة الحديث العراقية.
درس الكثير من المواد الشرعية في المعاهد الشرعية في سوريا وتركيا.
إمام وخطيب لمدة تزيد على 15 سنة.
مدرس للقرآن الكريم بمختلف قراءاته ورواياته.
حالياً يعمل كمدرس في مؤسسة سيكيرز، ومسؤول التوجيه الأكاديمي فيها.
أنهى مرحلة الماجستير في الحديث النبوي، وهو الآن يكمل في مرحلة الدكتوراه بنفس التخصص، متزوج ومقيم في إستانبول