الحياء صفة لدى أكثر النساء، ولكن ما هو الحياء الذي ينبغي أن يتصف به الرجل؟
يجيب عن السؤال الشيخ أنس الموسى
السؤال
الحياء صفة لدى أكثر النساء، ولكن ما هو الحياء الذي ينبغي أن يتصف به الرجل؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
الحياء أخي السائل صفة ينبغي توافرها في كل المسلمين ذكورهم وإناثهم، لكن الأمور التي يُستحيا منها تتفاوت وتختلف بين الرجل والمرأة، لاختلاف خلقة وفطرة وطبيعة كل منهما.
أما الحياء الذي ينبغي أن يتحلى به المؤمن (الذكر والأنثى)، فهو ما أخبر عنه المصطفى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين ذَاتَ يَوْمٍ لأصحابه: ” اسْتَحْيُوا مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ حَقَّ الْحَيَاءِ “، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا نَسْتَحِي، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، قَالَ: ” لَيْسَ ذَلِكَ، وَلَكِنْ مَنِ اسْتَحْيَى مِنَ اللهِ حَقَّ الْحَيَاءِ، فَلْيَحْفَظِ الرَّأْسَ وَمَا حَوَى، وَلْيَحْفَظِ الْبَطْنَ وَمَا وَعَى، وَلْيَذْكُرِ الْمَوْتَ وَالْبِلَى، وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ، تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ، فَقَدِ اسْتَحْيَا مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ حَقَّ الْحَيَاءِ “. [مسند أحمد (3671)؛ سنن الترمذي (2458)]
وفي رواية الطبراني: قَالَ: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُسْتَحْيِيًا فَلَا يَبِيتَنَّ لَيْلَةً إِلَّا وَأَجَلُهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَلْيَحْفَظِ الْبَطْنَ وَمَا وَعَى…». [المعجم الأوسط للطبراني (7342)]
فالحياء الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق، يكون بأن يغضّ المسلم طرفه وحواسه عما حرم الله تعالى، وأن يأكل الحلال ويترك الحرام، وليحفظ فرجه وأعضاءه من الوقوع في ما حرم الله، وليَبق على ذُكر دائم للموت، وعدم التعلق والتشبث بالدنيا، لأنها دار مقر وليست بدار خلود…
وأخيراً: الحياء زينة للرجل والمرأة على حد سواء، ومن كساه الله ثوب الحياء لم ير الناس له عيباً.
وقد سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَعِظُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ، فَقَالَ: الْحَيَاءُ مِنَ الْإِيمَانِ .». [صحيح مسلم (36)] وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيضاً: ”الْحَيَاءُ لَا يَأْتِي إِلَّا بِخَيْرٍ.“ [صحيح مسلم (37)]
وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الشيخ أنس الموسى
هو الشيخ الحافظ الجامع أنس الموسى بن محمد بشير من مواليد سوريا – حماة 1974م
تخرج في المعهد الهندسي قسم الإنشاءات العامة بدمشق، وتخرج في جامعة الأزهر كلية أصول الدين تخصص الحديث النبوي.
قرأ على كبار علماء دمشق، منهم الشيخ عبد الرحمن الشاغوري والشيخ أديب الكلاس وغيرهم.
حفظ القرآن وأُجير به وبالقراءات العشر المتواترة، على الشيخ بكري الطرابيشي والشيخ موفق عيون، كما وتخرج من مدرسة الحديث العراقية.
درس الكثير من المواد الشرعية في المعاهد الشرعية في سوريا وتركيا.
إمام وخطيب لمدة تزيد على 15 سنة.
مدرس للقرآن الكريم بمختلف قراءاته ورواياته.
حالياً يعمل كمدرس في مؤسسة سيكيرز، ومسؤول التوجيه الأكاديمي فيها.
أنهى مرحلة الماجستير في الحديث النبوي، وهو الآن يكمل في مرحلة الدكتوراه بنفس التخصص، متزوج ومقيم في إستانبول.