إذا كفر المسلم بقصدٍ، ثم تاب وعاد للإسلام من خلال قول الشهادتين، هل سيكون عليه أن يعيد أداء الصلاة؟ (حنفي)
السؤال
الجواب
أولاً: نسأل الله تعالى لنا ولكم تمام ودوام الهداية، والثبات على هذا الدِّين إلى حين نلقاه.
ثانياً: الواجب على كل مسلم ومسلمة الحذر من الردة والأسباب الموصلة إليها فإنها محبطة للعمل مذهبة لأجره، قال الله تعالى: ﴿وَمَن يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [سورة المائدة: 5].
ثالثاً: إذا وقع العبد في أيِّ نوع من أنواع الردة فإنه يجب عليه المسارعة إلى التوبة والعودة إلى الإسلام لفظاً وعملاً قبل أن يتخطَّفَه الموت.
رابعاً: المرتد إذا عاد إلى الإسلام فإنه لا يعيد الصلاة ولا غيرها من العبادات السابقة لأنه بالردة صار كالكافر الأصلي، والكافر الأصلي إذا أسلم لا يطالب بشيء منها، إلا الحج الفرض فإنه يجب على المرتد إذا عاد إلى الإسلام أن يعيده لأن سببه قائم وهو البيت الحرام. وكذلك الصَّلاة إذا صلى في الوقت ثم ارتد ثم عاد والوقت باقٍ يؤمر بإعادتها، أما إذا عاد بعد خروج وقتها فإنه لا يعيدها [1].
ثبتنا الله وإياكم على الهدى.
تمت الإجابة عن السؤال من قبل الشيخ عبد الرحمن الخرسة، وتمت مراجعة الإجابة من قبل الشيخ فراز رباني.
الشيخ عبد الرحمن الخرسة من علماء سورية، نال إجازة اللغة العربية من جامعة دمشق. وتلقى العلوم الشريعة على ثلة من أكابر علماء الشام ومشايخها: كالشيخ عبد الرحمن الشاغوري، والشيخ تاج الدين الكتاني، والشيخ محمد كريم راجح، والشيخ بشير الباري، والشيخ إبراهيم الهندي، والشيخ هشام الصلاحي، وغيرهم… حفظ القرآن الكريم وقرأ القراءات العشرة من طريق الشاطبية والدرة على الشيخ محمد هيثم منيني والشيخ أبو الحسن الكردي.
عمل مدرساً في جامعة الأزهر في البقاع اللبناني، وأسس دور القرآن في عدة مناطق في لبنان، بالإضافة إلى إدارة دار القرآن الكريم في إستانبول؛ حيث يقوم بتحفيظ القرآن الكريم وإلقاء الدروس العامة والخاصة. ويقوم بالتدريس التقليدي بطريقة الإجازة في دار الفقهاء – تركية، وكذلك يعمل في تحقيق كتب المذهب الحنفي.
من مؤلفات الشيخ: تحقيق كتاب تنوير الأبصار وجامع البحار للإمام التمرتاشي..