أتجادل أنا وزوجي تقريبًا كل يوم. وأخشى على علاقتنا أن تتأثر، فماذا أفعل؟

يجيب عن السؤال الشيخ أنس الموسى

السؤال

أتجادل أنا وزوجي تقريبًا كل يوم. وأخشى على علاقتنا أن تتأثر، فماذا أفعل؟

الجواب

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

أختي السائلة، إن ما يحدث معك يوشك أن يكون حادثاً شائعاً بين المتزوجين. وسأجيبك عن سؤالك باعتباري رجلاً وزوجاً يشعر بما يشعر به الرجال والأزواج.

وصايا للتعامل مع الزوج

– الطاعة والتقدير: أوصيك بالتعامل مع زوجك بما أوصاك به الإسلام من الطاعة والتقدير، وتذكري قول الله تعالى: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ﴾ (النساء: 34)، وقوله سبحانه: ﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ﴾ (البقرة: 228).

– فضل الطاعة: تذكري قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المرأة إذا صلت خمسها، وصامت شهرها، وأحصنت فرجها، وأطاعت زوجها، فلتدخل من أي أبواب الجنة شاءت».

– مسؤولية الزوجة: وعن حصين بن محصن، أن عمّةً له أتت النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة، فقال لها: “أذات زوج أنت؟”، فقالت: نعم، فقال: “فأين أنت منه؟”، فقالت: ما آلُوه إلا ما عجزت عنه، فقال: “انظري أين أنت منه فإنه جنتك ونارك”.

نصائح للتعامل مع الخلافات

– تجنب المجابهة: الرجال لا يعجبهم طبع المرأة التي تجابه زوجها وترد عليه؛ لذلك أوصيك إذا رأيت زوجك غاضباً ألا تجابهيه أو تردي عليه، بل عليك إما السكوت عند احتداد النقاش، أو الخروج من الغرفة بهدوء واحترام.

– الضعف والعطف: كوني متأكدة أن الرجل الذي يرى زوجته ضعيفة أمامه باكية، فإنه سيعطف عليها وربما يأتي إليها معتذراً عما قصّر فيه.

– طبيعة الرجال: الرجال عادة لا يُظهرون مشاعر الحب والإعجاب لزوجاتهم، وهذا لا يعني أنهم لا يقدّرون جهد الزوجة أو يكرهونها؛ فهي طبيعة وجبلة خلق عليها الرجال.

– التفكير الواقعي: تذكري أنه ليس كل ما يخطر في بالك صحيح ومطابق للواقع. كثير مما يدور في خلد النساء لا يفكر به الرجال، لذا لا تتحققي من كل ما يدور بعقلك.

– البحث عن المفتاح: لكل شخص مفتاح يدخل من خلاله إلى قلبه، فابحثي عن المفتاح الصحيح الذي يملك قلب زوجك، وقد يكون ذلك تقدير الزوج واحترامه، أو حسن التعامل مع عائلته.

تحذيرات

احذري ممن يتسمون بالمرشدات الاجتماعيات، فكثير من أفكارهن سبب خراب البيوت. يجب أن تُبنى البيوت على الفضل والحب والاحترام والدين.

إن الزوج الذي أتحدث عنه هو الزوج المؤمن الملتزم بتعاليم دينه. وأخيراً، أذكر وصية إسماعيل بن خارجة الفزاري، عندما زوّج ابنته الحجاج بن يوسف، حيث قال: “كوني لزوجك في بعض أحيانه أقرب من شسع نعله، وفي بعض أحيانه أبعد من الثريا، وعليك بالطيب وأطيب الطيب الماء، وإياك والغيرة فإنها مفتاح الطلاق، ودعي المعاتبة فإنها نورة ولا تنطفئ في فورة الغضب”.

والله تعالى أعلم.
وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

الشيخ أنس الموسى

هو الشيخ الحافظ الجامع أنس الموسى بن محمد بشير من مواليد سوريا – حماة 1974م 

تخرج في المعهد الهندسي قسم الإنشاءات العامة بدمشق، وتخرج في جامعة الأزهر كلية أصول الدين تخصص الحديث النبوي. 

قرأ على كبار علماء دمشق، منهم الشيخ عبد الرحمن الشاغوري والشيخ أديب الكلاس وغيرهم.

حفظ القرآن وأُجير به وبالقراءات العشر المتواترة،  على الشيخ بكري الطرابيشي والشيخ موفق عيون، كما وتخرج من مدرسة الحديث العراقية.

درس الكثير من المواد الشرعية في المعاهد الشرعية في سوريا وتركيا.

إمام وخطيب لمدة تزيد على 15 سنة.

مدرس للقرآن الكريم بمختلف قراءاته ورواياته.

حالياً يعمل كمدرس في مؤسسة سيكيرز، ومسؤول التوجيه الأكاديمي فيها.

أنهى مرحلة الماجستير في الحديث النبوي، وهو الآن يكمل في مرحلة الدكتوراه بنفس التخصص، متزوج ومقيم في إستانبول.

المراجع

(1) أخرجه أبو نعيم الأصفهاني، حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (6/308).
(2) أخرجه مسند أحمد (27352).
(3) أدب النساء لعبد الملك بن حبيب ص146.